الاعتماد
على الله والتوكل عليه
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ *
الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُاخوة الايمان اتقوا
الله ربكم فانه غني كريم رؤف رحيم وفوضو امركم اليه واعتمدوا عليه في السراء
والضراء في الشدة والرخاء ولاتنسوه طرفة عين فهو قريب مجيب يفرج الهموم ويكشف
الكروب ويقضي الحوائج ويجيب المضطر ادا دعاهو تفويض الأمر
إليه سبحانه ، و تعلق القلب به جل و علا من أعظم الأسباب التي يتحقق بها المطلوب و يندفع بها
المكروه*واعلموا جدد الله
الايمان في قلوبكم ان الاعتماد على الله والتوكل عليه عبادة الصادقين، وسبيل
المخلصين، أمر الله تعالى به أنبياءه المرسلين، وأولياءه المؤمنين، قال رب
العالمين: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا
يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِير*قال القرطبي ;وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ أي فوض أمرك إليه فإنه العزيز الذي لا يغالب الرحيم
الذي لا يخذل أولياءهفما هو الاعتماد والتوكل؟هو في اللغة
الاعتماد على الغير في أمر ما، واصطلاحا:قال بن رجب في كتابه العلوم والحكم هو صدق
اعتماد القلب على اللّه تعالى في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا
والآخرة وقال الجرجاني رحمه الله: التوكل هو الثقة
بما عند اللّه، واليأس عما في أيدي الناسقال ابنالقيم:التوكل نصف
الدين و النصف الثانى الإنابة ، فإن الدين استعانة و عبادة ، فالتوكل هو الاستعانة و الإنابة هي العبادة ، و قال أيضاً :
التوكل من أقوى الأسباب التي
يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق و ظلمهم و عدوانهم ، و قال سعيد بن جبير التوكل على الله جماع الإيمان*فعندما ينزل امر ما
بالانسان سواء فيه يسر او عسر فعليه ان يعتمد فيه على ربه وخالقه الدي يقدر ان
يعين عليه:موقفين من التاريخ الاول هاجر ام اسماعيل والثاني
ابراهيم ابوه حين القي في النار*ففي
جامع الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ
فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ
فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ فَيُوشِكُ اللَّهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍو قد فسر العلماء التوكل فقالوا :
ليكن عملك هنا و نظرك في السماء ، و في الحديث عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – قال : قال رجل : يا رسول الله
أعقلها و أتوكل ، أو أطلقها و أتوكل ؟ قال : "اعقلها و
توكل " رواه الترمذي و حسنه
الألباني
، والاعتماد على
الله يحرص عليه الكبار و
الصغار و الرجال و النساء ، يحكى أن رجلاً دخل مسجد النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة فرأى غلاماً يطيل الصلاة ، فلما
فرغ قال له : ابن من أنت؟ فقال الغلام :
أنا يتيم الأبوين ، قال له الرجل : أما تتخذني أباً لك ، قال الغلام : و هل إن جعت تطعمني ؟ قال له : نعم ، قال
: و هل إن عريت تكسوني؟
قال له : نعم ، قال : و هل إن مرضت تشفيني؟ قال: هذا ليس إلي ، قال : و هل إن مت
تحييني ، قال : هذا ليس إلى أحد من الخلق ، قال
: فخلني
للذي خلقني فهو يهدين و الذي هو يطعمني و يسقين، و إذا مرضت فهو يشفين ،و الذي أطمع أن يغفر
لي خطيئتي يوم الدين ، قال الرجل : آمنت بالله، من توكل على الله كفاهالثانيةو
كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم
:" اللهم أسلمت وجهي إليك و فوضت أمري إليك و ألجأت ظهري إليك رغبة
ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك
". رواه البخاري و مسلم و كان يقول
: "اللهم لك أسلمت و بك
آمنت و عليك توكلت و إليك أنبت و بك خاصمت ، اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني ، أنت الحي الذي لا يموت و الجن
و الإنس يموتون ". رواه مسلم ،