لماذا أصر على أن أداري لماذا أصر على أن أداري
ضياع هواي وإقفار داري
حسبت المحطة لما أطلـت
علي، نهايــة خط القطـار
وأن نهايــة رحلــة عمـري
مع الحب تمت بمحض اختياري
أردت النزول وهيأت نفسي
وجمعت أوراق حزني جواري
وحين وقفت لأنزل قالوا:
تمهل قليلا، وطال انتظاري
فلا أنا أترك ذاك القطار
ولا هو يسمح لي بالفرار
وما عاد عندي النزول مهما
وما في الرحيل سوى الإنتحار
وأدري بأن القطار سيمضي
قريبا وبعـد غيــاب النهـــار
وأن رحيلـي بغير انتهــاء
ولكن هذا الرحيل قراري
فليس لمثلي حياة الخنوع
وتأبى الخضوع نفوس الكبار
منحت الأحباء زهرة عمري
وعزي ومجدي وإكليل غاري
فلم يمنحوني سوى درب شوك
فسرت على دربهم باصطبار
وطال عذابـي فمــا قلـت: آه
وحاصرت دمعي بكف اقتداري
وقلــت بـأن أحبـاء قلبـــي
أرادوا بطول عذابي اختباري
زرعت على الوهم أيام عمري
فلم أحصد اليوم غير احتضاري
إلى أين؟ يسألني من عشقت
فيوقظ نزفي ويشعل ناري
إلى أين؟ ليس لدي جواب
وما عاد بي رغبة للحوار
إذا مات حب وأظلم قلب
يمل السفين صراع البحار
هوانا مضى وانقضى من زمان
وما عاد شيء يثير انبهاري
أنا عشت عمري بغير انهزام
وفي الموت أشرب كأس انتصاري